
طلبت النيابة العامة التنفيذية في بيروت اليوم الجمعة، بوقف أعمال الحفر في انشاءات المستشفى الحكومي الجديد في الكرنتينا بعد العثور على رفات بشرية يعتقد أنها تعود لضحايا الحرب الاهلية.
وأمرت النيابة العامة بتطويق الموقع بالشرائط، تمهيدا لاستكمال التدقيق من قبل الجهات المعنية باشراف الهيئة الوطنية للمفقودين والمخفيين قسرا التي عاينت بعد ظهر اليوم، موقع أعمال الحفر في منطقة الكرنتينا في بيروت وأعلنت أنها "ستتابع الأمر مع السلطات القضائية والأمنية، إضافة إلى مديرية الآثار واللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل القيام بالإجراءات الفنية العلمية للتأكد من وجود أي رفات بشرية".
وكانت أعمال الحفر لإنشاء مستشفى حكومي في منطقة الكرنتينا كشفت عن مقبرة جماعية.
وأفاد عمال في الموقع أن جرافة اصطدمت بكتلة خرسانية صلبة تحت الأرض أثناء التجريف، ليتضح لاحقاً أنها تحوي رفات عشرات الجثث، يُعتقد أنها تعود لضحايا أحداث جرت خلال الحرب الأهلية اللبنانية في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي.
وأوقفت الشركة المتعهدة للمشروع أعمال الحفر فوراً بعد العثور على الرفات، وقامت بعزل الكتلة الخرسانية، وتم إخطار الجهات الأمنية والقضائية.
وتقع المقبرة المكتشفة ضمن نطاق المنطقة التي كانت تشكل جزءًا من مقر قيادة "القوات اللبنانية" خلال الحرب 1975-1990، وهي ميليشيا سابقة يتزعمها كحزب سياسي حاليًا سمير جعجع ومتهمة بارتكاب مجازر بحق مدنيين لا يزال مصيرهم مفقود حتى اليوم.
ولطالما أعلنت عائلات المفقودين خلال الحرب عن الاشتباه بوجود مقابر جماعية ضمن النطاق الجغرافي لمقر القوات اللبنانية السابق في الكرنتينا التي اقتحمتها في كانون الثاني من العام 1976 واستولت عليها بعد مذبحة ارتكبتها بحق السكان الفقراء المهجرين بذريعة "تطهير المنطقة من المقاتلين الفلسطينيين واللبنانين".
وكانت الدولة اللبنانية أصدرت عام 1991 عفوًا عامًا بموجب قانون غطى جرائم الحرب المرتكبة قبل العام 1991، وهو ما رفضته عائلات الضحايا المفقودين وتطالب بالكشف عن مصيرهم ومحاكمة المتورطين.