
أعلنت وزارة الدفاع السورية، البدء بعملية تمشيط واسعة في مدينة جبلة ومحيطها لمؤازرة إدارة الأمن العام في إعادة بسط الاستقرار في المدينة، واعتقال من وصفتهم بـ "فلول ميليشيات الأسد" المتحصنة فيها.
وبرفقة دبابات ومدرعات وعشرات آلاف المقاتلين، استعادت السلطات السورية الانتقالية ظهر اليوم الجمعة سيطرتها على مركز مدينتي اللاذقية وطرطوس غرب البلاد، بعد ساعات دامية شهدت الهجوم الأوسع لمسلحين مناهضين لإدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع على الأمن العام.
ودخلت أرتال القوات الحكومية مركز مدينتي الساحل ذات الغالبية العلوية، على وقع انتهاكات، وإعدامات ميدانية نفذها عناصرها بحق 52 مدنياً في اللاذقية، حسبما ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان".
وبالتوازي، أعلنت إدارة الأمن العام في اللاذقية وطرطوس، تمديد حظر التجوال حتى ظهر غد السبت، فيما تتواصل عملياته الأمنية والعسكرية، التي باتت على أشدها عند تخوم مدينتي جبلة والقرداحة بريف اللاذقية.
وأعلنت مصادر رسمية، أن قوات وزارة الدفاع أنهت تمشيط قرى دمسرخو والشلفاطية والزوبار وكفرية وبسنادا والقوى البحرية في محافظة اللاذقية.
وقال قائد شرطة اللاذقية إنه "تم تأمين المدينة وفك الحصار عن مواقع أمنية وعسكرية، كما بدأنا تطهير منطقتي جبلة والقرداحة في ريف اللاذقية من فلول النظام السابق"، وفق تعبيره.
وفي طرطوس، دخل رتل عسكري وأمني إلى مدينة بانياس، فيما وصلت أرتال كبيرة إلى مركز المدينة من وزارة الدفاع دعما لقوات إدارة الأمن العام، لإعادة الاستقرار والأمن للمنطقة، حسب بيانات رسمية سورية.
وقال قائد الحملة الأمنية في طرطوس إن "قوات الأمن فرضت سيطرتها على مدينة طرطوس وبدأت الانتشار في أحيائها"، ولفت إلى أن "عملية تمشيط واسعة ستبدأ في مدينة طرطوس والبلدات المحيطة".
وأضاف أن "فلول النظام نشروا حواجز وكمائن على طول الطريق بين حمص والساحل"، لافتاً: "قتلنا عددا كبيرا من فلول النظام السابق وصادرنا أسلحة وذخائر".
وكان مصدر قيادي بإدارة الأمن العام السوري، أعلن اليوم الجمعة حظرا للتجوال في مدن اللاذقية وطرطوس، وبدء عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة.
يأتي ذلك، عقب ليلة دامية شهدتها منطقة الساحل السوري، حيث أعلنت قوات الأمن السورية أنها تخوض اشتباكات غرب البلاد مع مجموعات مسلحة موالية للنظام السابق.
وأكد مدير إدارة الأمن العام سقوط قتلى ومصابين في صفوف قوات الأمن في هجمات شنتها "مجموعات من فلول النظام السابق" في جبلة وريفها.
وكانت قيادة العمليات الأمنية بوزارة الداخلية السورية في محافظتي اللاذقية وطرطوس أصدرت بيانا فجر الجمعة، دعت فيه "المدنيين إلى الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية وترك المهمة للقوات المختصة من الجيش والأمن".
ودعت إلى ضرورة "ضبط النفس والالتزام بالقيم الأخلاقية والمبادئ الوطنية مع الحرص على حماية المدنيين والممتلكات العامة والخاصة دون تجاوزات."
وأكدت أن هذه العمليات "تهدف إلى فرض الأمن والاستقرار ضمن إطار القانون بعيدا عن الثأر أو الانتقام"، مناشدة السوريين لرفض أي خطاب تحريضي أو تقسيمي.